كانت جدتى تجلس فى ليالى الشتاء الباردة على سريرها و ونحن نتحلق حولها ونطلب منها أن تحكى لنا حكاية ( حدوتة قبل النوم ) فكان لابد من لزمة البداية , وتبدأها : بصلوا على النبى , نردد نحن الصغار فى خشوع وأدب : عليه الصلاة والسلام يانبى , كان ياما كان ياسعد يا أكرام ولا يحلى الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام , وتبدأ فى سرد حدوتتها بصوت رخيم , فتطوف بنا فى بلاد الجان والغيلان و ونتتبع سيرة الأميرة الجميلة ( ست الحسن والجمال ) وننتظر قدوم ( الشاطر حسن ) بحصانه الأبيض الجميل الذى سوف يخطفها عليه وتنتهى الحكاية بلازمة توتة توتة خلصت الحدوته , أو كنت هناك وجيت وكلت فرخة وديك . وكانت تحكى لنا ايضا حكاية ( بير زويلة والمعيز الثلاثة وغيرها من الحكايات الكثيرة ) وتقلد الأصوات , ونفرح ونصوصو حولها مثل الكتاكيت الصغيرة , وكنا دائما نطلب حدوتة ( ست الحسن والجمال ) كل ليلة لما بها من جمال وتشويق وظلم وأنتصار وتحالف قوى الطبيعة مع البنت الجميلة و كم سهرنا نتخيل الشاطر حسن او الأمير وهو يقضى على زوجة الأب الشريرة , وكنا نعتقد أن جدتى هى التى تؤلف لنا الحكايات خصيصا , لأنها كانت فى كل ليلة تروى لنا